سلام! اسمي نماء شام، خريجة هندسة ميكاترونكس ومدمنة مدونات، أنشأتُ مدونتي namasham.com العام الماضي ولاقت نجاحًا وانتشارًا كبيرًا بفضل الله. وهي الآن عملي الكامل ومصدر رزقي.
في هذه المقالة 10 دروس في النجاح تعلمتها في طريقي نحو بدايات النجاح التي أراها الآن.معظم هذه الدروس ليست من اختراعي، ولكنني خبرْتها بكل ما فيّ، وتعلمتها “بالطريقة الصعبة”. وكل ما أتمناه لو أن أحدًا علمني إياها منذ زمن، خلال إنشائي ل11 مدونة فاشلة قبل مدونتي الحالية.
ونصيحتي هي أن تجرب أن تقوم بهذه النصائح قبل أن تقتنع بها، فمن ينتظر أن يقتنع ثم ينفذ يضيّع الكثير. من ينفّذ ثم يسأل نفسه إن كان ما يقوم به مقنعًا أم لا، هو من يفوز!> اعتبر هذه النصيحة قبل الأولى 😉
1 اعرف ماذا تريد، ماذا تريد حقًا!؟
وكأن السؤال عن الشغف والحب يشكّل حيرة كبيرة لشبابنا؟ “ميل روبنس” تقترح أن إجابته بسيطة جدًا، لا نتكلم عن شركاتك أو أموالك أو ممتلكاتك أو موقعك في السلم الوظيفي، بل تكمن الإجابة الحقيقية في معرفة جوابك الخاص على “ماذا كنت لأفعل الآن لو كنت أملك كل ما أحتاج من مال ومسكن وطعام، كله متوفر ولي أن أقوم بما أريد القيام به!؟”
وغالبًا ستكون الإجابة حاضرة في ذهنك أسرع من رمشة عين، ربما قبل أن ينتهي السؤال!
فلا تتعب نفسك برحلة طويلة في “البحث عن الشغف”، أنت تعرف شغفك جيدًا، فقط استمع لصوتك 🙂
2 لا تقُل “حامض”!
المثل الشهير في بلاد الشام “اللي ما بطول العنب بقول حامض” مثل ذكي جدًا! كل من لم يجرب النجاح في ما ترغب أنت بالنجاح فيه سيقول لك أن رغبتك صعبة التحقيق، وأنك ستندم حتى على الخوض في التجربة، وأنك ستخسر كثيرًا. كُن مستعدًا لسماع ذلك كل يوم، وجهز نفسك لعدم التأثر به.
واحذر .. ألف مرة! أن تكون أنت من يقول ذلك لنفسك. فقط لأنك لم تنجز هدفًا بعدُ لا يعني أنك لن تفعل. والعنب الذي تنظر إليه حلوٌ جدًا .. خذها مني 🙂
3 إذا كنت تريد نتائج مختلفة: قم بأفعال مختلفة!
ما أحبه في “دروس النجاح” أنها بديهية جدًا، ولكننا لا ننتبه إليها قبل أن ينبّهنا أحد ما. هل حقًا نريد نتائج مميزة دون أن نفعل أشياء مختلفة؟ ياللبلاهة!
تريد نتائج مختلفة عن التي تحصل عليها الآن؟ قم بشيء مختلف عن ما تقوم به الآن.
تريد نتائج مختلفة عن التي يحصل عليها الآخرون؟ قم بأشياء مختلفة عن ما يقومون به.
أعتقد أنني غيرت كثيرًا في طريقة تعاملي مع الأفكار، والمال، والنوم، بل وغيرت نوعية طعامي! قبل أن أرى شيئًا من النجاح، وما زلت في بداية الطريق.
4 أعظم الانتصارات هي ما كان في الداخل
قد نرى نجاحات شخص ما، ونعجب بها ونثني عليها، وربما اعتبرناه قدوة أو رحنا نمجّد ما يفعل.
حين ترى الناجح، لا تغترّ بذلك كثيرًا، فهو يعرف جيدًا أن ما يراه الناس ليس إلا جزءًا صغيرًا جدًا من حقيقة النجاح التي يعيشها، ولا طريقة للنجاح الخارجي قبل النجاح الداخلي، ولا نجاحات كبيرة قبل نجاحات صغيرة منمنمة!
لن تنتصر في معارك الخارج دون أن تنتصر في معاركك الداخلية أولًا
5 ثمن النجاح يُدفَع مقدّمًا
يقول ستيفن كوفي: “كل من حقق نجاحًا ماليًا وعمليًا سيخبرك أنه عليك في بداية حياتك العملية أن تعمل بذكاء وشقاء،عليك أن تدفع ثمن النجاح مقدمًا وكاملًا، وليس هناك طريق مختصر.”
رغم أننا نحب أن نرى النجاح سريعًا، وأننا مستعدون لنقدّم الكثير ثمنًا له بعد أن نراه، إلا أن هذه ليست الطريقة التي تعمل بها الحياة! عليك أن تدفع الثمن كاملًا ومقدّمًا قبل أن ترى النجاح. من وقتك، ومن صفاء ذهنك، ومن نومك، ومن جهدك، ومن مالك، .. ولولا ذلك لما رأيت نجاحًا قط.
6 النجاح يأتي يومًا بيوم
حياتك عبارة عن أيام، إذا انتهى يوم دون أن تتخذ خطوة نحو ما تريد، فعزائي لك كبير. لا تعتقد أن باستطاعتك اتخاذ خطوات كبيرة في أوقات قصيرة ثم (تارااااا) تنجح! وإنما النجاح يأتي يومًا بعد يوم، بخطوات صغيرة وصغيرة جدًا. كل ما تملكه من حياتك هو اليوم، فما أنت فاعل به؟
إن أيامنا التي نعيشها هي أحلامنا التي ننتظرها، لو وعينا ذلك لتحققت أحلامنا أسرع مما نريد!
7 خيالك أقوى مما تعتقد
(1) نعم كانت مفاجأة أن تنضم 40 ألف مشتركة للقائمة البريدية التابعة لمدونتي في أقل من 3 أسابيع. معظم المدونون يعملون عدة سنوات قبل أن يجمعوا أول ألف مشترك، ولا يصلون أبدًا طوال حياتهم لأكثر من 10 آلاف.
الرقم ضخمٌ جدًا! وقد تفاجأت بالطبع. ولكن جزءًا مني ظل (Acting cool about it)، فقد عرف دومًا أن الرقم سيكون أكبر من ذلك بكثير، ربما ليس بهذه السرعة، ربما ليس بهذه الطريقة، ولكنه عرف دومًا أن هذا الرقم ليس أكبر ما سيأتي.
(2) دانييلا أوسلان، الكاتبة التي تعلّم الناس فن الكتابة، والتي تعلمتُ منها الكثير، علمتني كيف أستخدم خيالي في صنع النتائج. طريقتها في ذلك أنها تنصح الكاتب (حتى لو لم يبدأ الكتابة بعد!) أن يصف كتابته التي يحلم بها بخمس كلمات على الأكثر، تصف شعور القارئ بعد قراءتها. ثم يكتب كتابه/ مقالاته/ تدويناته وفي باله هذه الصفات.
حين قمت بالتدريب اخترت 3 كلمات لتصف كل ما يُكتب في مدونتي ورسائلي (friendly, practical, and inspiring)، تعني بالعربية (كتابات صديقة، عملية، ملهمة). وهل تعرفون ما هي الصفات الثلاث التي تصف المتابعات بها رسائلي دومًا؟ بالضبط! نفس الكلمات الثلاث 🙂
استخدم قوة خيالك، فهي تؤثر مباشرةً في النتائج، علمت ذلك أم لم تعلم.
8 قم به .. وأنت خائف
خائف من القيام بالشيء؟ قم به .. وأنت خائف 🙂
فلو لم يكن مخيفًا لقام به الجميع، رغم أنه خوف مؤقت يتبعه قوة عارمة!
9 صُم.
هناك أثر سحريّ من القوة يمسّك حين تصوم. لا يهم إن كان صيامًا عن طعام أو شراب أو إنترنت أو عن عادة تدمنها أو عن الإلكترونيات أو عن إنفاق المال. في كل صيام لك فائدة. ويصعب عليك النجاح قبل أن تمارس فن الاستغناء.
صُم.
10 قم بما تحب، حتى لو لم يكن “مفيدًا”
لم يكن هناك أي فائدة بأن أتابع مدونات الأمهات الأجنبيات يتكلمن عن إدارة المنزل وتربية الأولاد حين كنت في السنة الجامعية الثانية أدرس الهندسة! ولكنني فعلت. وحين كنت أعود من الجامعة محمّلة بالواجبات والمشاريع المستعجلة، أصل البيت، أتغدى، أرتاح قليلًا، ثم أمسك اللابتوب و … أفتح موقع بينتريست! نعم كنت أترك كل الهندسة خلفي وأقضي ما لا يقل عن 6 ساعات كل يوم في بينتريست وكل ما يؤدي إليه من مدونات.
لم يكن هناك أي فائدة أعرفها ولكنه كان ممتعًا جدًا، اليوم بعد سنوات من ذلك أعرف جيدًا كم كان ذلك مفيدًا، وكم كان ضروريًا أن أقضي كل ذلك الوقت في عمل ذلك، وأرى الآن أثره في إجادة مدونتي. ولكنني لو فكرت حينها ما هي الفائدة وتركت عمل أي شيء غير “مفيد” .. لما وصلت إلى هنا.
ومثل ذلك مشاركتي في مسابقات البرمجة، ومثل ذلك الجلوس في الجامعة ومراقبة الناس كيف يتصرفون، ومثله إدمان المنتديات، ومحاولاتي المتواضعة في الفوتوشوب، ومثله متابعة وصفات الطبخ العالمية ومدوناتها، ومثل ذلك الكثير! مما لم يكن مفيدًا البتة حين قمت به، ولكنني كنت أعشقه وأقوم به بكل جوارحي، قبل أن أعرف كيف “أصل النقاط” (كما يقول ستيف جوبز) وأصبها جميعها في مشروع واحد.
أتساءل الآن ماذا سيفيدني متابعة صانعي القهوة Baristas ومسابقاتهم العالمية Coffee Championships وتصفياتها، لا أعرف! ولكنه شيء أحبه وسأستمر بالقيام به.
ونصيحة إضافية؟ اسمح لنفسك أن تكون غريبًا، إذا طبّقت النصائح السابقة ستكون غريبًا! وقد يشعرك ذلك بعدم الراحة في البداية وتحاول نفسك إعادتك إلى ما يريح. وحين يحصل ذلك .. تذكر النقطة الثالثة ..
كل التوفيق أتمناه لك
نماء شام
Comment (1)
مهندسة نماااء ..انا من الاشخاص الذين تخيلو أن لديهم كل شي ومع ذلك لا اعرف رغم أنني ادرس هندسة ميكانيك ..
أحب ممارسة شي يعبر عن النفسي ولا اجد أتمنى لو لدي روح التحدي والمنافسه او ادخل في مسابقات ولكن لا أجد …ولا استطيع لان ليس لدي أي موهبة