“نعم نحن ندفن بالطب اعواما تحت التراب ، حتى نصبح يوما اشجار مثمرة فوق التراب . ” د. وليد فتيحي
الطّب هو التخصص الذي كلما أعطيته أعطاك أكثر،و اذا استزدْتَ لن يبخل عليك بل سيغمرك، واذا مددتَ يد العون للآخر بنى لك سلّماً للأعالي! وكما هو مُشاع أنه حقلُ علمٍ واسع جداً يمتاز بطول مسيرته الدراسية والتعلّمية التي تكاد لا تنتهي حيث تبدأ بستّ سنوات بكالوريوس تتبعها سنة امتياز لتصبح طبيب عام ،تليها سنوات الاختصاص المتنوّع التي تتراوح ما بين أربعٍ و خمس.
وكما هو معلومٌ أيضاً بقوّة المستوى التعليمي في الأردن، لذا كان لا بدّ من رفد المجال الطبي؛فأصبح لدينا ستّ كليات رسمية في محافظات الوطن.
وفي التحدّث عن طبيعة دراسة التخصص،فهي تعتمد بشكل أساسي على مهارتي الفهم والحفظ سويّاً وليس كما هو متداول أنه فقط “بصم”، كما يحتاج طالب يتمتّع بالجَلَد ليمضي ، والرغبة حتى يبدع! ومن حيث الجهد فإنه علم كالعلوم الأخرى لكنه كونك تتعامل مع أرواح بشر بين يديك فالأمانة والدقة والمسؤولية في اكتساب العلم تلقائياً تصبح أكثر.لكن انتبه!مجرد موافقتك على المضيّ في هذه الرحلة ستنقطع عن الحياة وكل معارفك وكل نشاطاتك وستدخل في صندوق تغلق على نفسك فيه ورفيقك الوحيد هو الكتاب،هل هذا صحيح؟! لا؛ فالوقت ثابت 24 ساعة في اليوم وليس هنالك بشر يقضيها محصوراً في نشاط واحد وليس هنالك بشر يستطيع أن ينقطع من كل شيء؛ لذلك يمكنك أن تواصل ممارستك للمهارات وفي المجالات التي تجد نفسك شغوف بها ولكن تبقى الأولوية العظمى والوقت الأكبر من نصيب الدراسة،وهنالك العديد من الزملاء ممن نجدهم تفوقوا في شتى المجالات بجانب الطب،فالسّلاح الأول والأخير هو تنظيم الوقت.
قد تسمع كثيراً عن مدى صعوبة هذا التخصص ومقدار المسؤولية والجهد الذي تتطلبها دراسته، وكما أشرنا سابقاً عن طول مدّة رحلته،و يبقى السؤال: هل فعلاً يستحق الطبّ كل ذلك العناء؟ الإجابة حتماً نعم ،غداً حين تقرع أبواب المشفى لتطبطب جرحاً وتداوي آخر وتنقذ روحاً وترى الكثير من العيون تلمع وآمالها معلقة بالله ثم بك كل التعلق، وتقابلك تلك البسمة ،وتنعم مسامعك بتلك الدعوة ستدرك حينها قيمة اختيارك!
[porto_block name="portfolio-bottom-block"]
اترك تعليقاً