**نشأةُ الرّياضيات
نَشأت الرّياضِيات مِن الحاجَةِ إليها ، فَهي ضَروريّة لأي تَجمّعٍ بَشَري مَهما كان بِدائِياً ، فالرّياضِيّات القَديمَة كانَت بَسيطَة جِداً ولكِنّها كافِيَة لِحاجات المُجتَمع البَسيطَة ،فَمَثلاً كانَت بِدايَة استِخدام الرّياضِيّات بِقِيام الإنسانِ بِقِياسِ ما يُشاهِدُه مِن ظَواهِر الطّبيعَة بِناءاً على فِطرَة و خاصّيّة في الإنسان ألا و هي اهتِمامُه بِقِياس كُلّ ما حَولَه إلى جانِب احتِياجاتِه العَمليّة فهكذا كان هُناك ضَرورةٌ لِقِياسِ قِسمَة المَقوتَة (الطّعام) بين أفرادِ العائِلة و قِياس الوقت و الفُصول و المَحاصيل الزّراعيّة و تقسيم الأراضي و غنائِم الحَملاتِ الحربيّة و المُحاسَبة للتّمكّن مِن الإتّجار إلى جانِب عِلم المِلاحَة بالنّجوم في السّفر و التّرحال للتّجارة و الإستِكشاف و القِياسات اللّازِمة لتَشييد الأبنِية و المُدن ، ولكِن عِندما تطَوّرت المُجتَمَعات وكَثُر السّكان وبدأت المُلكيّة الفَرديّة، ازدادت الحَاجة إلى رياضيّات أكثَرَ تطوّراً بحَيث تُلائِم المُتَطلّبات الجَديدَة للمُجتَمع ، فمَثلاً تِعدادُ السّكان وتِعدادُ قِطعان الماشِية وتِعداد الجُيوش والمُعاملات التّجاريّة وغَيرها .
كان أوّلَ مَن استَخدَمَ عُلوم الرياضيات هُمُ (البابليون) مُنذُ 3000 سَنة وكانُوا يُمَارِسُونَ كِتابَةِ الأعدادِ وَحِسابِ الفَوائِد فِي الأعمالِ التِجَارِيّة فِي (مَدينَةِ بابل)، وكانُوا يَعرِفُونَ (الطرح، والجمع، والضرب، والقسمة) وكانُوا يُدَوّنُونَها على ألواحِ مِن الصِلصال وَتُوضَع فِي الفُرُن حَتّى تَجُفّ، وأيضاً كانُوا يَستَخدِمُونَ (النّظامِ الستيني) الذي يُستَخدَم لِغاية اليَوم فِي قِياسِ زوايا المُثلثات وقياسِ الزّمن (الساعة 60 دقيقة، والدقيقة 60 ثانية).
أوّلَ مَن إستخدَمَ (النّظام العشري) هُم (الفراعنة) المِصرِيين وَهُوَ العَدُّ بالآحادِ والأعشارِ والمئاتِ فِي نِظامِ (مسح الأراضي وتقدير الضرائب)، وكانَ الفراعِنَة يستخدمُونَ الرياضيات فِي (الهندسَةِ وبناءِ المَعابِد وَتَحدِيدُ زوايا الأهرام).
المُسلِمونَ لَهُم دَورٌ عَظِيم وَكَبير وَوَضِع اللّبناتِ الأساسيّة لعلمِ الرياضيات، وقد طوّر الرياضِيونَ العَرَب القُدماءِ: (عِلمَ الجبر) الذي قامَ بوضعهِ العالم محمد بن موسى (الخوارزمي) وَقَد أخرَجَ (كِتاب علم الجبر) الّذي انتَقَلَ إلى الّلغاتِ الأوروبيّة بِمُصطَلَح (ALGEBRA) وأيضاً باللغه اللاتينيّة وبقيَ يدرّس هذا العلم فِي جامعاتِ أوروبا لغاية القَرن 16.
قامَ الخوارزمي بَصُنعِ (الجَدوَل الفَلَكِي) وكانَ لهُ أثر كبير فِي استخدامِهِ فِي الشّرقِ والغَرب وَهُوَ مَا صَنَعَ الشُّهرَةِ للخوارزمي وانتقلَ عُلومُ الرياضِيات إلى أوروبا وقامُوا بَتَطوِيرِهِ.
ظَهَرَت (الأرقامُ العَربيّة والصّفِر) وَلَم يَكُن يَعرَف العالم ما هُوَ الصفر الذي قاموا بوضعها العرب وأشارو عليها بِ النُقطَةِ للدَلالةِ عليها.
وَضَعَ الرياضيون العرب أولى لبناتِ تَأسيسِ عِلمِ (الهندسة التحليليّة).
استَعمَلَ العالَم العَرَبِي (بتاني) (الجيب) وهو النسبةِ بينَ الضلعِ المُقابل للزاوية والوترِ فِي مُثلّث قائم الزاوية لأوّلِ مرّة استخدِمَ ولِغايَةِ اليوم.
وقد قامَ العالم (نصير الدين طوسي) باكتِشافِ لأوّل مَرّة أخطاءٍ للعالِم (أقليدس) فِي (المُتوازيات).
و اختَرَعَ العالم (غياث الدين كاشي) الكُسُورِ العَشريّة. و قام ابنُ الهَيثم باستخراجِ الصّيغَةِ العامّة لمجموعِ (المتوالية الحسابيّة) فِي عِلمِ الرياضيات.
حيث استَغَلّ الرِياضيّونَ العَرب (الهندسة المستويّة والمجسّمة) بإجراءِ بُحوثٍ حَولَ (الضوءِ) لأوّل مَرّة فِي التّاريخ.
[porto_block name="portfolio-bottom-block"]
اترك تعليقاً