قبل وخلال مرحلة الجامعة بفضل الله .. حصلت على معدل عالِ في الثانوية العامة .. وأهلني هذا المعدل للدخول لتخصص هندسة الحاسوب في الجامعة الأردنية ، والذي كنت مقبلاً عليها بحب .. خصوصا وأني كنت أحب منذ الطفولة معرفة كيفية عمل الحاسوب … ليس فقط برمجته أو التعامل معه .. بل كيف بدأ وتطور .. لأن ذلك العلم كان يحوي الكثير من الغموض لي شخصيا .. ولكثير من الناس بالطبع … وبتوفيق من الله .. وجَلَدٍ دراسي وعمل تخرجت وكنت الأول على دفعتي ..
نصائح عامة للمقبلين على الجامعة:
أولاً : اختيار التخصص …
حب العلم\المجال هو المفتاح: أهم شيء هنا أن تختار ما تحب .. أقدّر وأعرف ما يواجهه الطلبة من مصاعب تتعلق بعادات ومفاهيم مجتمعية تحصر التفوق والنجاح بتخصصات ومجالات محددة … غير مراعية أن هذا قد يكون الفتيل الذي يؤدي لا سمح الله لعدم تحقيق المراد من الدراسة .. أو الفشل في المستقبل العلمي والعملي.. فهنا .. أنصح الطلبة أن يسألوا ويبحثوا بشكل جيد جداً عن التخصصات التي يرون عندهم ميلاً إليها .. كي يتعرفوا على تفاصيل ولو كانت سطحية ولكنها تساعد جدياً باتخاذ القرار .. فكثير منا لديه معلومات قد لا تكون دقيقة عن تخصص او علم معين .. وقد تكون هذه المعلومات “بصحتها” مهمة باختيار التخصص الأنسب ..
من أسأل وكيف؟: وفي هذه المرحلة بالذات … ابحث عن “المتفوقين” .. والناجحين بتلك التخصصات .. ولا تذهب لأي أحد وخصوصا المثبطين .. لأنهم سيعطوك وجهاً سوداوياً للحقيقة .. وهو انعكاس فقط لتجاربهم الشخصية التي قد تكون معبرة عن قلة اجتهاد أو سوء اختيار أو غير ذلك .. ابحث في الانترنت عن أوصاف للتخصصات التي ترغب بها وستجد الكثير .. وستكون محايدة وتعطيك فكرة جيدة من دون آراء وأذواق شخصية ..
هل من عوامل أخرى؟ : بالطبع .. السوق والطلب على التخصص ..من الأمور المهمة جداً للمراعاة هنا .. وهنا يفضل أن تكون دراسة هذا الأمر على مجال أكبر من محلي ، من وجهة نظري الشخصية ، لنقل إقليمياً إن لم يكن عالمياً .. فنحن نعلم أن بلادنا ليست بالبلاد الصناعية .. وأن التخصصات الصناعية لها مجالات أكبر في الخارج .. فدراسة هذا الطلب سواءً داخلياً أم خارجياً يعطي تصوراً أفضل عن مستقبل التخصص .
ثانياً: أثناء المرحلة الجامعية
طبيعة الدراسة: تعود أن تدرس أولاً بأول .. فهذه الطريقة تعطي نتائج سحرية وتوزع الحِمل على كل الفصل .. فتصبح مستعداً لأي امتحان .. ويساعدك على الربط وفهم المحاضرات الجديدة .. خصوصاً وأن المناهج والدروس تكون مبنية على بعضها البعض .. فعدم أو تأخير دراسة محاضرة يجعل من الصعب المتابعة في المحاضرات القادمة وستصعب المهمة .. فدراسة ساعة إلى ساعتين يوميا تساعدك في التفوق وأيضاً لن تلغي واجباتك الإجتماعية وحتى أوقاتك الترفيهية
المشاركة: مشاركة معلوماتك مع زملائك لها فوائد كبيرة .. فهي تعتبر صدقةً أولاً وأخيراً .. وهي أيضا تساعدك على عمل بيئة جيدة وكسب أصدقاء جدد .. كما أن التدريس هو أقوى ما يثبت المعلومات في عقل المدرس قبل الذي يُدَرَّس .. صدق أو لا تصدق .. وابتعد عن الكبر والانعزال ، فما أسوأ كاتم العلم .. صراحة .. لأن حلاوة العلم تكون بمشاركته عدم الانفصال عن الواقع: ابق على اتصال مع ما توصل إليه العالم والتطبيقات الجديدة لتخصصك .. هذا يعطي حماساً كبيرا .. ويخرجك من دائرة العلم النظري الذي قد تشعر أحيانا أنك أسير له .. ويزيدك قناعة بأن اجتهادك ودراستك لها مستقبل تستطيع أن تبحر به .. وعدم فعل ذلك قد يكون السبب برأيي لاعتبار كثير من الخريجين أن دراستهم الجامعية كانت بلا فائدة .. أو بفائدة ضئيلة .. هذا برأيي دليل واضح على انفصالهم عن واقع تخصصهم .
ثالثاً: طور مهارات جانبية… وهنا أخص بالذكر اللغة الانجليزية .. فهي ضرورية جداً فهما وتحدثاً وكتابة .. فكثير ممن أعرفهم .. كانت اللغة الانجليزية عائقاً أمامه في إكمال دراسته أو تحصيل عمل في شركات محلية أو بالطبع شركات خارجية .. فهذه لغة العلم في عصرنا الحالي شئنا أم أبينا .. فلا تحرم نفسك من الاستماع للبرامج أو الراديو لتقوية الاستماع .. فالاستماع مفتاح التحدث .. ولا تنس قراءة النصوص والمقالات .. فالقراءة مفتاح الكتابة .. وقد تساعدك كثيرا الدراسة من الكتاب المعتمد لكل مادة جامعية .. بدلاً من الدراسة من الملخصات .. فهي لا تبني لغتك الانجليزية بالشكل الصحيح برأيي. في فترة الجامعة .. فرصة لتصقل شخصيتك .. فرصة لك أن تتعلم كيف تحاضر .. أو كيف تصمم مشروعاً .. أو كيف تقرأ مادة علمية .. هنا فرصتك في التعلم .. ولا تخف من السقوط .. فأنت هنا طالب .. وإن لم تخطئ هنا فلن تجرؤ على الإقدام في الحياة العملية في المستقبل .. برأيي الشخصي .
رابعاً: نقاط متعلقة بهندسة الحاسوب بالذات .. هندسة الحاسوب في الوقت الحالي تتخصص في بناء الحاسوب ابتداءَ من أصله الكهربائي .. ووصولاً إلى برمجته .. وضمناً تتعلم أصول الدوائر الكهربائية والإلكترونيات انتهاءً بتصميم حاسوب متكامل من أجزاء أصغر .. إضافة إلى تعلم لغات برمجة وطرق للتعامل مع البيانات كقواعد البيانات وغيرها… فهنا أحب أن أركز أن هذا التخصص العميق بالذات .. أقصد تصميم الحاسوب وصناعته .. لن تجده محليا .. بل في الدول الصناعية كالولايات المتحدة واليابان والصين وكوريا .. حتى أن وجوده ضئيل في أوروبا .. فوددت ذكر هذا الأمر لعله يكون أيسر في اختيار التخصص المناسب للشباب المقبلين على الجامعة .. على أن يضعوا هذه النقطة بعين الاعتبار .. وأخيرا .. فإن تجربتي الشخصية بعد التخرج كانت بالتخصص أكثر في مجال البرمجة .. ففيها طلب هائل في كل مكان .. وخصوصا الجافا وما تعلق بها من تطبيقات كل التوفيق أتمناه لإخواني وأخواتي الطلبة .. وكل المنى أن أرى كلاً منكم في تخصص يحبه ويتفوق به ويخدم مجتمعه وعالمه به..
-المهندس: براء بطحيش.
[porto_block name="portfolio-bottom-block"]
اترك تعليقاً