مجالات العمل
في تخصُّص العلاج الطَّبيعي مجالات العمل واسعةجدًا. تبدأ بالمستشفيات و تنتهي بالمدارس!
كنَّا قد ذكرنا في مقالٍ سابقٍ عن مساقات العمل في العلاج الطَّبيعي:
- الأمراض العصبية العضلية كالجلطة الدماغية و التصلب الللويحي.
- الأمراض العضلية الهيكلية كخشونة المفاصل و حالات الكسور.
- أمراض القلب و الرِّئتين كالجلطة القلبية و تصلُّب الشَّرايين و الانسداد الرِّئوي المزمن.
- أمراض الأطفال كالشَّلل الدِّماغي و السِّنسنة المشقوقة.
- أمراض كبار السِّن.
- حالات الحروق و أمراض السَّرطان.
و يجدر الإشارة إلى أنَّ تعامل العلاج الطَّبيعي يكون مع المشاكل الحركية و الوظيفية لكل الحالات السَّابقة و ليس مع الأمراض بحدِّ ذاتها.
الآن لندخل في صلب الموضوع و نتحدَّث عن مجالات العمل بالتَّفصيل.
- قد يعمل المعالج الطَّبيعي في المستشفى و عندها يكون عُرضى للتَّعامل مع جميع الحالات السَّابقة و سواء كانوا المرضى مقيمين في طوابق المستشفى أو زوَّار لقسم العلاج الطبيعي في المستشفى.
- و قد يعمل في مركز خاص أو عيادة خاصَّة و في هذه الحال يتعامل مع أيٍّ من الحالات المسبوق ذكرها و يستثنى منها المرضى المقيمين في طوابق المستشفى.
- يمكن للمعالج الطَّبيعي العمل في المدارس و لكن المدارس المخصَّصة لأطفال ذوي الإعاقة كمدرسة الشَّلل الدِّماغي.
- و يمكن له العمل بعمله الخاصّ بالذَّهاب إلى بيوت المرضى و هذا العمل شائع جدًّا.
- كما يستطيع أن يمتلك عيادته الخاصَّة به.
العمل مع المرضى المقيمين في طوابق المستشفى:
هذا النَّوع من المرضى له طيف كبير جدًّا و يتَّسِّع للكثير من الحالات. منهم من يكون قد أجرى عمليَّةً جراحيَّةً و يحتاج تمارين للتَّنفُّس و تمارين للوظائف الحياة اليومية و تمارين التَّنقُّل و المشي. و منهم من يكون راقد على أسرَّة المشفى بسبب مرضٍ ما و غالبًا ما يكونوا يعانون من الأمراض الرِّئويَّة. العمل مع هذا النَّوع من المرضى يتطلَّب الحذر الشَّديد تحديدًا مع الأشخاص الغير مستقرِّين من النَّاحية المرضيَّة و جزء لا بأس به من الجلسة يكون عبارة عن تهدئة و طمأنة و تقديم دعم نفسي نظرًا للاحباط و القلق المشاكل النَّفسيَّة الأخرى التي قد يسبَّبها الرُّقود في المشفى. و هذا يحدث كثيرًا بين حالات الحروق.
العمل مع مرضى الجهاز العضلي الهيكلي:
غالبًا ما تكون الشَّكوى الرَّئيسيَّة لهؤلاء المرضى هي الألم، سواء كان ألم في الرُّكبة (خشونة المفاصل) أو ألم في الرقبة أو أسفل الظَّهر (نتيجة الدِّسك) أو ألم في الكتف أو الرُّسخ أو أي مكان نتيجة مشكلة في العضلات أو المفاصل. يجدر التَّنبُّه إلى أنَّ معظم الآلام التي يشعر بها هؤلاء الأشخاص تكون نتيجة استخدام جسمهم بطريقة خاطئة، فمثلًا:يلتقطون الأشياء عن الأرض بانحناء كبير للظَّهر ممَّا يسبِّب آلام على المدى البعيد، أو استخدام الوضع الخاطىء للرَّقبة من خلال ثنيها خلال القراءة أو استخدام الهاتف المحمول، و غيرها. و هذا يتطلَّب جهد كبير من المعالج لأنه يغيِّر تصرُّف معتاد عليه المريض لسنوات.
العمل مع مرضى الجهاز العصبي العضلي:
القلق الدَّائم لهذا النّضوع من المرضى هو المشي –غالبًا- إمّا تحسين طريقة المشي أو إستعادة القدرة على المشي و التَّوازن. و قد يفقدون القدرة على تحريك أيديهم و استخدامها في عملهم أو وظائف العناية الشَّخصيَّة. يتمحوَّر دور المعالج الطَّبيعي هُنا حول استعادة هذه الوظيفة المفقودة من خلال التَّمارين المختلفة من تقوية العضلات و إطالتها و تمارين التوازن و المشي. و الشَّيء المهم في التَّعامل مع هؤلاء المرضى هو الممارسة المكثَّفة للوظيفة المراد استعادتها أو تحسينها و ممارسة تمارين تخدم هذا الهدف بتسيم الوظيفة و تحليلها إلى عناصرها الأوليَّة و إعطاء تمارين لاتقان كل جزء منها و التَّقدُّم في التَّمارين بحيث يستطيع الشَّخص في النِّهاية تحقيق الوظيفة المرادة بشكل آمن و مستقلّ.
الممارسة المكثَّفة مهمة مع هؤلاء المرضى لأنها السبيل لمساعدة الدِّماغ و الجهاز العصبي المركزي للتَّعافي من الإصابة التي حصلت له و إعادة تنظيم الأعصاب بطريقة تجعل الوظيفة ممكنة.
العمل مع مرضى القلب و الرِّئتين:
العمل معهم حذِر جدًّا؛ لأنهم عادةً يكونون راقدين في المستشفى و حالتهم سيئة. أغلب شكواهم تدور حول التَّعب و ضيق النَّفس و السُّعال المتكرِّر المُجهِد و البلغم المتراكم في الرئة و القصبات الهوائيَّة.
من خلال تحريك البلغم بطرق معينة و تمارين التَّنفُّس التي تساعدهم على استغلال الكمية المناسبة من الأكسجين و التَّمارين الهوائيَّة اللتي تحسِّن شعورهم بالتَّعب و ضيق النَّفس، يستطيع المعالج الطَّبيعي تحسين شعورهم بالأعراض و تحسين نوعيَّة حياتهم و مساعدتهم لإنجاز وظيفتهم بسهولة و استقلاليَّة.
العمل مع الأطفال:
العمل معهم ممتع لأنَّ كل التَّمارين تنفَّذ من خلال اللَّعب. و هذا يتطلَّب أن يتمتَّع المعالج الطَّبيعي بالإبداعية بالقدرة على اختراع ألعاب ذات هدف علاجي. بعض الأطفال قد يعانون من التَّخلُّف العقلي و مشاكل ذهنية أخرى التي تتطلَّب بدورها أن يمتلك المعالج الطَّبيعي طرق تواصل مختلفة لمساعدة الطِّفل على تطوير مهاراته الأدائيَّة.
العمل مع كبار السِّن :
يحتاج الصَّبر الشَّديد و الطَّويل و التَّأنِّي نظرًا للأنهم يعانون من أكثر من مشكلة و أكثر من مرض و يحتاجون أكثر من تدخُّل علاجي عدا عن كميَّة الأدوية التي يتناولونها يوميًا و الأعراض الجانبيَّة لها التي يجيب التَّحقُّث منها. و عند العمل مع كبار السِّن يجب توقُّع وجود مشاكل ذهنيَّة تؤثَّر على أداؤه الوظيفي و أخذها بعين الاعتبار عند وضع الخطَّة العلاجيَّة له.
التَّعامل مع مرضى السَّرطان:
حسب نوع و مكان و مرحلة المرض يتحدَّد دو رالعلاج الطَّبيعي. لكن بشكل عام يتمثَّل دوره بتخفيف الأعراض النَّاتجة عن المرض و العلاج الكيماوي و المحافظة أو تحسين الأداء الوظيفي للمريض.
اترك تعليقاً