كيف أختار تخصصي ؟
اعلم يا من تقرأ هذه الكلمات أني أكتب إليك بقلب صادق قد مر قبلك بهذه التجربة، وكان يتمنى كالكثيرين لو أن أحدا عاقلا يوجهه في اختيار قراره لهذه المرحلة المفصلية والحساسة.
تذكر دائما أنك ما خلقت عبثا في هذه الحياة الرحيبة، وأن معرفتك لسبب وجودك سيعينك على تحقيق معنى خلافتك في الأرض، ولأنك شخص غير عادي عليك أن تحسن الاختيار في جميع أمورك ولا تتبع ما كان عليه آباؤك أو أصدقاؤك أو حتى مجتمعك، وتذكر أنك مؤتمن على نفسك وعمرك وعملك، وأن ما تختاره اليوم سيكون بمثابة الحكم على نفسك 50 سنة – على الأقل – للأمام، فاحذر يا صديقي أن تتخذ قرارا غير مدروس ( يطين عيشتك ) في المستقبل القريب.
كل طالب أنهى مرحلة التوجيهي يمر بصراع داخلي وخارجي من أجل اختيار التخصص الذي سيدرسه في الجامعة، لذلك كان علينا أن ندلك على أسهل طريقة لاختيار تخصصك الجامعي ب3 أيام .. بمزح والله
عزيزي اللي بتقرأ كلامي ركز معي للأبد، أنت لن تختار نوعا من الطعام كي تجربه فإذا لم يعجبك تتركه.. لأ .. أنت تختار تخصصا ستدرسه أقل شيء 4 سنوات في الجامعة، ثم ماذا؟ ثم سينتقل معك لميدان عملك أقلها 20 سنة لقدام، تخيل يا رعاك الله حالك إذا كنت لا تحبه ولا يناسب شخصيتك .. مصيبة والله !!
بداية يا صديقي عليك أن تدرس نفسك جيدا من 3 نواحٍ رئيسة:
1. ميولك ورغبتك وهواياتك
2. قدراتك والمجالات التي يمكنك الإنجاز/الإنتاج فيها
3. هدفك ونظرتك المستقبلية لنفسك
ثم تدرس التخصصات التي أنت مقبل على اختيار أحد منها أيضا من 3 نواحٍ رئيسة:
1.ما هو التخصص ( عن شو بحكي ) ؟
2. طبيعة المواد فيه وطبيعة دراستها
3. سوق العمل وحاجته
وهكذا يا صديقي ستكون أخرجت نفسك من مأزق كبير وحصرت الخيارات التي بين يديك لتدرسها بدقة بعيدا عن العشوائية أو التقليد؛ لذلك أول شيء تراعي ميولك وشغفك لتخصص بعينه وترى ما إذا كانت هذه الرغبة تتفق مع قدراتك داخل هذا التخصص فتبذل له الوقت والمال والجهد ولا يكفي أن تقول أحبه، مثلا أنت تريد هندسة طيران وأنت (طبل) فيزياء أو رياضيات ما بنفع، أو مثلا تريد تصميم داخلي وأنت لا تعرف ترسم مربع ما بزبط صدقني! لذلك قدراتك يجب أن تكون متوائمة مع رغبتك في التخصص، ثم تتفكر أين نهاية رحلتي بهذا التخصص؟ أين سأصل؟ ماذا أريد أن أكون ؟
وبالتأكيد ستراعي أن تنظر عميقا في التخصص الذي تقدم على اختياره وتكون ملما به، يعني لا تقول أريد إعلام وأنت فقط تظن أن الإعلام = تصوير وانتهى ! بل يجب أن تعرفه معرفة دقيقة من حيث ماهية التخصص وطبيعة دراسته،
وعندما نأتي لسوق العمل وحاجته تأكد أن لا فضل لتخصص على آخر إلا بالعمل، بمعنى أن أي تخصص لو تعبت في دراسته وتبحرت في قراءته وأخذ الدورات المتقدمة فيه ستكون صاحب كفاءة علمية عالية ورقما صعبا يطلبه أرباب العمل أو على الأقل تقبل فورا عند التقديم للوظيفة، وهذا يختلف كثيرا عما إذا كنت ضعيفا في هذا التخصص فيصبح التخصص قضية ناجحة في يد محام فاشل.
ربما ستواجه الكثير من العقبات من قبل مجتمعك وعائلتك، لكن اعلم أن الناس لن ينوبهم حتى التعب في الكلام، أما والداك فاعلم وإن عارضتهم فهذا ليس من باب العقوق؛ لأن من سيدرس هو أنت ومن سيتعب هو أنت والمستقبل مستقبلك فليس هنالك مجال للمجاملة في هذا الأمر المصيري، كن ذكيا ودافع عن حلمك بشراسة.
اترك تعليقاً