ما هو تخصصك الجامعي ؟
علم الحاسوب
ما الدافع وراء اختيارك لهذا التخصص ؟
بعد سنتين من دراستي لتخصص هندسة العمارة سمحت لنفسي بلحظة من السرحان أفكّر إذا أنا اخترت الخيار الصحيح بدخولي لهذا التخصص أو لأ, ما حدا أجبرني أدخله لكن أتوقع إنه بطريقة أو بأخرى كان للمجتمع دور بإنه يحكيلي ويقنعني نفسيا وأنا مش حاسس إنه أدخل تخصص مرموق مجتمعيا عشان مكانته المجتمعية ومستقبله اللي كنت أسمع إنه مضمون.. عشان هيك لسنتين كنت مقنع نفسي إنه هاد التخصص بناسبني لإنه علاماتي فيه عالية والناس اللي فيه صاروا صحابي وكنت مرتاح..
بعد تلك اللحظة السريعة مع حالي والتفكير في اختياري وإذا أنا شايف حالي مستقبلا بشتغل فيه أو لأ وصلت لقناعة إني اخترت تخصص غير مناسب وإني كوني شاطر في التخصص لا يعني انه هو خيار مناسب – اشي مهم انتبهوله -!
لإنه ممكن الواحد يكون شاطر بس بنفس الوقت مكتئب ومش مستمتع باللي بعمله..
خلال هداك اليوم اختلفت نظرتي تماما لمستقبلي وقررت أبدّل تخصصي لتخصص أكون مستمتع فيه.. بحثت لفترة في التخصصات المتاحة ووصلت لقناعة إنه تخصص علم الحاسوب هو التخصص الأنسب الي .
وفعلا حوّلت عليه والآن أنا مستمتع بحياتي وبنفس الوقت الأول على دفعتي..
الدافع الأكبر لإختياري كان حبّي للمنطق وحلّ المشاكل الرياضية واللي لقيته موجود بكثافه في علم الحاسوب
من كان له الدور الأكبر في ” إنقاذك من مرحلة الضياع ” إن صحَّ المعنى ، في فترة ما قبل دخولك لتخصصك وحتى اختيارك له ؟
لم يكن عندي غير نفسي لأشكرها على اختيار تخصصي الحالي حيث إنه أغلب المجتمع كان معارض لفكرة تحويلي بين تخصص مرموق بنظرهم مثل هندسة العمارة إلى تخصص دنيء (أيضا بنظرهم) مثل علم الحاسوب..
لو لم يكن عندي بعض الإصرار والدراسة المفصلة لقراري, لكنت الآن ما زلت في تخصصي القديم أصارع الحياة
تجربتك في الجامعة ، حدثنا قليلاً عنها ، من ناحية عمل طلابي / تعلم ذاتي / إثبات للذات وتحقيق أهداف ” دراسية وشخصية “ ؟
بالنسبة لي, أعتبر الجامعة هي مجرد مرحلة لإستكشاف الذات والإهتمامات بشكل أكبر وتكوين بعض العلاقات مع أعضاء المجتمعات الجامعية لتتمكن من استغلالها لاحقا بعد الإنتهاء من مرحلة الجامعة
حيث أن المدرسة في بلادنا لا توفر بيئة خصبة لهذا النوع من النشاطات.. التعليم الذي تتلقاه في المحاضرات هو جزء بسيط جدا من الذي تستطيع تعلّمه في مرحلة الجامعة من الدورات التي تقدمها الأندية الطلّابية واستخدام المراجع.. بالإضافة إلى ذلك تستطيع تعلّم بعض المهارات وتجربتها على مجتمع صغير كالمجتمع الجامعي ، لتقوم لاحقا بتطويرها وإطلاقها في العالم..
كمهارة الكتابة على مجلة الجامعة.. أو تنظيم فعالية صغيرة كتجربة جديدة وغير ذلك.. أنا شخصيا بدأت بالكتابة عن موضوع السفر خلال مرحلة الجامعة والآن مدوّنتي تحوّلت من مجرد هواية بسيطة أمارسها في وقت فراغي إلى مدونة محترفة قد تصبح مستقبلا أحد أهم مصادر دخلي..
الجامعة هي فترة لتنمية الذات واكتساب المهارات المختلفة وتكوين العلاقات..
بعد التخرّج قد يكون معدّلك مهمّا بعض الشيء لكن المعدّل وحده لا يكفي أبدا من دون العلاقات والمهارات .
نصيحة / كلمة منك للطلاب المقبلين على هذه المرحلة ؟
لا تدخلوا تخصص وأنتم غير مقتنعين منه تماما فقط لأجل المجتمع أو لأجل حاجة السوق ، وأنتم غير مهتمين بذلك المجال..
كيف تتأكدوا وتقتنعوا؟
جرّبوا العمل في المجال لمدة يوم, إسألوا المتخصصين وطلاب مرّوا بنفس التجربة, داوموا يوم جامعي مع أحد أصدقائكم الذين يدرسون ذلك التخصص.. وإذا دخلتم أحد التخصصات واكتشفتم لاحقا أنه لا يناسبكم, لا تنتظروا, ابحثوا عن اهتماماتكم وغيروا تخصصكم للتخصص اللي بتحبوه.. لا تسمعوا لأي حدا, التخصص مش مجرد ٤ سنين في الجامعة, تخصصك في أغلب الحالات هو باقي حياتك فلا تتسرع في إختياره ولا تكابر عند الإختيار الخاطئ
[porto_block name="portfolio-bottom-block"]
اترك تعليقاً