علم النفس في سوق العمل
لعلم النفس العديد من التطبيقات العملية خارج نطاق البحث الأكاديمي، بما في ذلك الاستخدامات في العلاج والتعليم والعمل والعديد من المجالات الأخرى.
يزود تخصص علم النفس دارسيه بمهارات عديدة مثل التفكير الناقد والتحليل المنطقي والتعامل اللفظي مع الآخرين ومهارات التواصل والتفاعل وحلّ المشكلات ومهارات البحث العلمي ..
وكلّ هذه المهارات تزوّد خريج علم النفس بكفاءات لا يمتلكها غيره من المتقدمين لوظائف سوق العمل ، فمن المهم أن يكون على علم بها ووعي ليطورها أكثر ويتحدث عنها عند تقدمه إلى أي وظيفة .
وأما عن الوظائف التي يتمكن خريج تخصص علم النفس التقدم إليها فمعظمها في المساق التعليمي والصحي والتدريبي .
فأما عن المساق التعليمي : فالمدارس هي أكثر الأماكن الوظيفية الحاوية لخريجي علم النفس لقدرتهم على التعامل مع الطلاب والتعرف على حاجياتهم ومساعدتهم في التعرف على شخصياتهم وحلّ مشاكلهم الحياتية والدراسية ، وذلك من حيث إعطاء حصص مهاراتية لتقوية العلاقة مع الطلاب ولبناء علاقة على أساس الثقة والانفتاح .
وأما عن المساق الصحي : فيتم التعامل مع وزارة الصحة في أخذ تصريح للعلاج والعمل بعيادة نفسية مستقلة تختص بعلاج المرضى النفسيين وحتى الأسوياء والأصحاء في تطوير مهاراتهم للتعامل مع من حولهم ومع ذواتهم بشكل أفضل ، ولتخفيف الضغط النفسي . يعمل المعالج النفسي بذلك بعد الحصول على درجة الدكتوراة في علم النفس الإكلينيكي ، حيث يعمل بالطرق العلاجية المختلفة مثل العالج المعرفي السلوك أو إزالة الحساسية التدريجي بحركة العين EMDR ، أو بالعلاج المعرفي الذي يعمل على تغيير إدراكات الشخص نحو شيء معين موضوع المشكلة . وأما الحاصل على درجة الماجستير فبإمكانه أن يعمل كمساعد طبيب نفسي أو أخصائي نفسي فيعمل تحت إشرافه لكنه لا يصل إلى مرحلة المعالجة المستقلة ، وبإمكان الحاصل على درجة الدكتوراة الخضوع إلى دورات متخصصة في الدواء وكيميائية الجسم والأدوية ليستطيع وصف دواء مرافقاً للعلاج السلوكي الذي يقوم به بالأصل ، لكن على هذه الدورات أن تكون معتمدة .
بالإضافة إلى العيادات المستقلة ، فإن المنظمات الأجنبية تلعب دوراً هاماً في هذا المجال وتأخذ مساحة كبيرة في سوق العمل حيث أنها تطلب خريجين من تخصص علم النفس للعمل تحت جناحها ، وبالأخص مع اللاجئين والمجتمعات المتضررة من كوارث أو حروب .
ولا ننسى المساق الجامعي أو المتعلق بالأبحاث العلمية ، فالحاصل على درجة الدكتوراه يستطيع التدريس بالجامعات ، أو أن يختص بمجال بمعين وينشر أبحاث علمية موثوقة بعد أن يقوم بإجراءات كإحصاءات ومقابلات وتجارب ليستخلص نتائج وينشر مقالاته في مجلة للدراسات العلمية أو جامعة للأبحاث العلمية .
في الختام ، نلاحظ أن تخصص علم النفس يفتح له سوق العمل أبواباً في الوظائف والعمل وخاصة لحاملي الدرجات العليا في التخصص فهم أكثر كفاءة وأعمق تخصصاً من حامل درجة البكالوريوس ، فقد لا يكفي الوصول لدرجة البكالوريوس ، ولا ننسى أن التخصص مطلوب في الدول الأجنبية وبالذات في أيامنا هذه لوجود عدد من اللاجئين في بلاد مثل ألمانيا .
اترك تعليقاً