يعد العلامة ابن خلدون واضع الاساس الاول لعلم الاجتماع وأطلق عليه اسم علم العمران البشري ولكن فيما بعد ظهر هذا العلم بصورته الحديثة على يد العالم اوغست كونت الذي سماه بهذا الاسم وإعتُبر بعدها علماً مستقلاً بذاته.
كانت اسس الدراسة والقواعد التي اعتمدها اوغست كونت اقرب الى التصورات والفروض الفلسفية، ثم جاء تلميذه دوركايم فبذل جهداً نظرياً لتلخيص علم الإجتماع ووضع الدعائم الاساسية له، ومنذ ذلك الحين اهتم العلماء بهذا العلم الجديد وسمي “علم العلوم”؛ لأنه يدرس الإجتماع الانساني ونظمه وظواهره للوقوف على طبيعته وكشف القوانين التي يخضع لها، كما انه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بكل فروع المعرفة الإنسانية كالتاريخ وعلم النفس والسياسة والإحصاء.
هناك الكثير من العلماء تركت اعمالهم بصمة واضحة في هذا العلم منهم كارل ماركس (مؤسس النظرية الصراعية)، هربرت سبنسر (مؤسس البنائية الوظيفية)، ايميل دوركايم، ماكس فيبر، اوغست كونت، ويعد كل من جورج هيربرت ميد وهربرت بلومر وإرفنج غوفمان من رواد نظرية التفاعيلة الرمزية.
ان علم الاجتماع واسع كل السعة ومن الاستحالة الاحاطة بكل الأمور التي تدخل في نطاقه فهنالك علم اجتماع المرأة وعلم الاجتماع الحضري وعلم الاجتماع الجنائي وعلم الاجتماع التربوي وعلم الاجتماع الديني وعلم الاجتماع السياسي وعلم الاجتماع الحربي “سوسيولوجيا الحرب” … ومؤخراً تم اضافة ميدان علم اجتماع الطاقة.
تخصص علم الاجتماع يشتمل على 132 ساعة نظرية ولا يوجد اي ساعات ميدانية، وهذا التخصص يتطلب من الدارس مهارات الحفظ للعلماء واسهاماتهم والفهم للنظريات الاجتماعية والتطبيقات الرياضية كالإحصاء والدراسات الديموغرافية، كما يتم التركيز فيه على النظريات الثلاث الرئيسية (الصراعية، والتفاعلية الرمزية، والبنائية الوظيفية) تختلف كل من هذه النظريات في جوهرها وقواعدها واسسها.
الصعوبة الأساسية التي قد تواجه دارس هذا التخصص انه لا يمكن التوصل لقاعدة عامة تحكم العلوم الاجتماعية كالعلوم الطبيعية، فالظواهر الاجتماعية لا تسير وفق نظام ولا يحكمها قانون معين؛ لان الجماعات الانسانية تختلف ولا تسير في علاقاتها وتعاملاتها وفق قانون معين، بالاضافة الى ان البيئة الاجتماعية قد لا تستجيب للغايات التي يهدف لها الباحث، نتيجة لأفكار وأعراف وعادات وتقاليد مترسخة في هذا المجتمع منذ القدم.
مجالات العمل لخريجو علم الاجتماع: استشاريون لمؤسسسات وهيئات الأمم المتحدة في مجالات التنمية وتطوير القدرات البشرية والطبيعية، استشاريون للهيئات العامة والخاصة، السفارات والهيئات الدبلوماسية، مخططون للسياسة المدنية، مرشدون اجتماعيون في مراكز خاصة، مؤلفين ومدرسين في المدارس والجامعات، مراقبين للعلاقات العامة، منظمات حقوق الانسان، مجال الرعاية الاجتماعية ورعاية الأحداث، مجال رعاية المعوقين وكبار السن والشباب، مجال رعاية الأسرة والطفولة والإستشارات الأسرية، مجال الدفاع الإجتماعي.
لماذا علم الإجتماع؟ لهذا العلم دور كبير في احداث عملية التنمية وتحقيق الخطط التنموية في المجتمع، فعلماء الاجتماع هم القادرين على دراسة المجتمع بتفاصيله، فهم يساهموا في تشخيص المشكلات الإجتماعية ووضع السياسات المناسبة لحلها، كما يقدموا توصيات للمجتمع واصحاب القرار لتجنب الوقوع في المشاكل لمراحل قادمة، بالإضافة الى انهم قد يتنبأوا بالمشاكل التي سوف تقع مستقبلاً بناء على معطيات تم استنتاجها من دراسة الواقع الحالي.
هنالك الكثير من المراجع التي تتحدث عن هذا العلم بشكل مفصل، منها: المدخل الى علم الاجتماع لفهمي الغزوي وآخرون، وكتاب Essentials Of Sociology a down to earth approach لمؤلفه James M. Henslin.
بقلم : ايمان علي حسين
اترك تعليقاً