تكاثرت وصوف هذه السنة و الأقاويل حولها و الكثير الكثير من النصائح و المحاضرات و الأشخاص الوعاظ الذين يظهرون لك خلال هذا العام ، و لكن أكثر تلك الجُمل استفزازاً لي هي جملة “دير بالك ترا هاي ( سنة مصيرية ) و طبعاً باستثناء الهلع الذي ستُسببهُ للطالب إلا أنها جملة خاطئة ١٠٠٪ ، لا شك بانها سنة مُهمة في حياة كل طالب ، لكنها و بكل تأكيد ليست مصيرية كما يصفونها ، فمصيرُكَ أنت فقط من يحدده لا أحدٌ غيرك ثم أن مصيرك لا يمكن أن يتحدد في بضع شهورٍ أو حتى في سنة واحدة . كثيرةٌ هي الأمثلة التي يمكن ذكرها عن أشخاص نعرفهم الأن بنجاحاتهم الباهرة في مُختلف التخصصات و المجالات و إذا سئلتهم عن تجاربهم مع الثانوية العامة لاختلفت و تضاربت بل و تناقضت مع ما هم عليه اليوم ، فهل كانت تلك السنة مصيريه فعلاً أم هم من حددوا مصائرهم في بعد . ثم إنني و برأيي الشخصي لا أجد في طالب بسن ال١٧ شخصيه قادرة على الاختيار الصحيح ١٠٠٪ فأنا أرى أنهُ و مع كل أسف أننا بهذا السن لا نكون مكتشفين ذواتنا بالشكل الكامل و الصحيح حتى نختار لها ما يُناسبها فعلاً و يرضيها على المدى الطويل ، أنا مثلاً أكتشفت شغفي في الأدب و القراءة و قد كُنت قد وقعت بعدة مراحل من سوء الاختيار و ذالك بسبب عدم معرفتي بنفسي و ما يناسبها ، في البداية اخترت “العلمي” كمساق في الثانوية العامة ففشلت لثلاث فصول متتالية في مواد مثل الرياضيات و الفيزياء و في المحاولة الأخيرة اجتزت الثانوية العامة و نجحت بصعوبة بمعدل ٧٣.١٪ و من بعدها دخلت الجامعه بتخصص بعيد تماماً عن ما كنت أظنهُ اختصاصي في الثانوية العامة و هو بكالوريوس المصارف الاسلامية في كلية الشريعة و الأعمال الذي يتمكن أي طالب أدبي أو معلوماتيه دراسته و لقد كلفني هذا الخطأ في اختياري للعلمي الدراسه على نظام الموازي في الجامعة ، في الحقيقه لم أفشل في هذا التخصص لكني لم أجد أي متعه أو شغف في تعلمه فبدأت في البحث عن ما يُسعدني دون أن أترك تخصصي وجدت الادب و المكتبه و القراءة و الفنون في انتظاري في كل أرجاء الجامعة تستقبل كل من أتاها دون اي شروط فبدأت بالرقص معها و و بدأت بتطوير مهاراتي بالكتابة و القراءة و في مرحلة متقدمه بدأت بمساعدة الاخرين في تطوير مهارة القراءة و إعطاء النصائح و الاستشارات في كيفية اختيار الكُتب و أيضاً قمت بتأسيس نادي للمطالعة مهتم بمناقشة الرويات و الكتب و استضافة الكتاب و بدأ حساب على سنابشات مُختص بعمل مراجعات للكُتب و التعريف بها و تغطية لمعارض الكُتب و المكتبات و هنا فقط قمت بتحديد مصيري بنفسي بعد سنوات من السنة التي يُسمونها مصيريه و هي لا تُشبه أبداً ما أنا فيه اليوم . كما قُلت لكم في الببداية كثيرةٌ هي الأمثلة لكني حدثتُكم عن أكثر مثالٍ أعرفه و أكثر شخصٍ أعرفهُ هو أنا مريم الحاج حسن ، مع تمنياتي لكم جميعاً بالنجاح و التوفيق .
-مريم الحاج حسن.
[porto_block name="portfolio-bottom-block"]
Comment (1)
ابدعتي كالعادة مريم.. كل التوفيق