مرحبا، اسمي مايا عامر، تخرجت الشهر الماضي من تخصص هندسة العمارة الجامعة الأردنية، وحاليًا عاطلة عن العمل، خلصت القصة تقريبًا. لأ جد، قصتي مش قصة الحدا الي جاب معدل خرافي بالتوجيهي ودخل تخصص أحلامه، صراحة معدلي ما كان كتير عالي، ودخلت تخصص ما بعرف عنه غير كم شغلة حكولي ياها ناس حوالي وتوكلت ع الله وعبيت الطلب وحطيته رقم واحد وطلعلي وسلّكت وتخرجت (معدلي جيد جدًا، يعني شوي أحسن من تسليك) مش رح أحكي عن التخصص لأنه مليان ناس أحسن مني يحكوا عنه، أنا بدي أحكي عن تجربتي بالجامعة، بدي أحكي عن حالي، وهو شي بكره أعمله بالمناسبة بس بدي أجرب، لأنه إذا في شي جد تعلمته بالجامعة فهو إنك ما تضيع فرصتك بتجربة أي شي بتقدر عليه، يمكن مرات تكون النتائج كارثية، ما دخلني نبهتكم، بس كتير مرات بتطلع بنتيجة خرافية جدًا وبتتعلم شغلات عظيمة. من الأشياء الحلوة الي ممكن تعملها بالجامعة ضمن رحلتك لاكتشاف نفسك، إنه تجرب تطوع، ولأ مش كل التطوع طرود خير وإفطار أيتام، يعني اه هاي شغلات منيحة بس مليان مجالات تانية، وكل إنسان لازم يتطوع بشي بحبه وبقدر عليه وعنده منه كتير، بالجامعة أكتر شي عندك ياه هو الوقت الفاضي، لأنه الدراسة ليلة الامتحان والمهم تنجح وباقي السنة بنقضيها لعب، بس لا تحكوا لأهلي، جزء من وقت اللعب هاد بتقدر “تتبرع” فيه لشي منيح إلك قبل ما يكون للناس، لحتى تكتشف شي بتحبه، كتير ناس لاقت شغفها بالتصوير بلشت تصور إيفنتات تطوع، وناس لاقت حالها بالرسم كانت تروح تخربش على الحيطان تطوع، أنا لقيت حالي بالتصميم، الجرافيك ديزاين، كنت أصمم إعلانات لمحاضرات مراجعة وأغلفة لدفاتر تلخيص للجان الجامعة، وشوي شوي حبيت الشغلة وبلشت بدي أتعلم عنها أكتر، واكتشفت إنه تخصص جامعي، وطبعًا فكرة التحويل ما كانت واردة لأنه لازم أتخرج “مهندسة قد الدنيا” حسب نظرة الأهل والمجتمع، من سنة ثالثة تقريبًا لهلأ صرت أشتغل فري لانس (يعني عمل حر) مع شركات ومكاتب وأشخاص عن طريق معارف، وصارلي سنتين تقريبًا بهاد الشغل وبفضل ربنا بطلع مصروفي وشوي زيادة، وبالعطل الي راحت أعطيت دورات لأساسيات تصميم جرافيكي لحوالي 200 طالب جوا وبرا الجامعة خلاصة الي بدي أحكيه إنه استغل الجامعة مشان تلاقي شي بتحبه جنب دراستك لأنه صدقني العلم والشهادة لحالها ما بتكفي، وبالمناسبة هاي الفرصة ما بتيجيك بهاد الشكل الا بالجامعة، لأنه الجامعة حقل تجارب صغير قبل ما تطلع ع الحياة بس الحلو إنه ما فيه خسائر كبيرة، لا فلوس ولا أرواح، وإذا ما زبطت معك شغلة مش رح يصير شي كبير، عادي اتركها ودور ع شي تاني، بس المهم تضل تجرب لأنه هاي التجارب بتعطيك دفعة أولية لما بتتخرج، زي مثلًا لما أنا جربت أعطي محاضرات مراجعة وما حبيت الشغلة، من هون عرفت إنه التدريس مش شغلتي بالتالي ما رح أكمل بمجال أكاديمي، بدل ما أكمل فيه وأقعد سنين بعدين أكتشف إني مش مرتاحة ويصير بدي أغير بعد ما ضيعت عمري، لأ هيك اختصرت على حالي، ورحت أجرب شي تاني، مثلًا جربت تقديم حفل مرة، وكانت كارثية صحيح، بس خلتني أعرف حالي، إنه هاد مش مجالي، زي ما قلت ما في خسائر كبيرة، يعني ما حدا مات، صح؟ كلمة أختم فيها، إنه طالب التوجيهي بعمر 18 سنة لما يدخل جامعة بكون لسا ما بيعرف حاله، وال 3-6 سنين جامعة معمولين مشان يعرف حاله مش بس مشان يدرس ويجيب معدل، والجامعة بتعطيك خيارات كتير أوسع من المدرسة، من أول لحظة لما بتختار شو تنزل مواد، شو تحضر محاضرات وشو تطنش، لحد مع مين تقعد بالبريك، وشو تحضر إيفنتات بوقت فراغك. نصيحتي استغل هاد الوقت بإنك تجرب أكتر قدر ممكن من الأشياء، احضر أي إيفنت بتشوفه، لو ما عجبك اطلع عادي، شارك بالكورال أو الفريق الرياضي، تعلم آلة موسيقية أو لغة أو رسم، أي شي بيخطر على بالك، كتير أشياء رح تكرهها من أول تجربة، كتير أشياء رح تزهق وما تكملها، بس بعد وقت منيح رح تلاقي شي تحبه وترجعله وتنبسط وأنت بتقضي وقتك فيه، دير بالك على هاد الشي وخليه معك بالجامعة ولما تتخرج، وحاول ما تتخرج مجرد مهندس أو دكتور أو محامي عادي، تخرّج بني آدم مش ضايع ومعاه شغف وعارف شو بده بتكون أحسن منهم كلهم.
[porto_block name="portfolio-bottom-block"]
اترك تعليقاً