mikdam2021-02-18T14:12:12+02:00
ما الفرق بين تخصّص اللغة العربيّة وآدابها وتخصّص اللغة العربية التطبيقية؟
يشترك كلٌ من تخصّص اللغة العربيّة وآدابها وتخصص اللغة العربية التطبيقية في كثير من المساقات والموادّ الإجباريةِ منها والاختيارية، فكلاهما يُعنيان بموادّ النحو والصرف والعروض والبلاغة العربيّة وموادّ الأدب، وقد تكون أوجه التشابه بين هذين التخصّصين أكثرَ وأوضحَ من وجوه الاختلاف، إلا أنّ الفرق الرئيس بينهما والمتعلّق بهدف كلٍ منهما هو طرحُ تخصّص اللغة العربية وآدابها خطّةً متوازيةً موازِنةً بين مواد الأدب ومواد اللغة، وتركيزُ اللغة العربية التطبيقية على موادّ اللغة وتطبيقاتها حيثُ تطغى على موادّ النّقد والأدب شعرًا ونثرًا.
ولنكون أكثر تفصيلًا ، فإن تركيز تخصص اللغة العربية وآدابها ينقسم في بُعدين رئيسَين، الأول منهما علومُ العربية، كعلمِ النّحو بمستوياته، وعلم الصّرف، وعلم الأصواتِ العربية، وعلم اللسانيّات، وعلم العروض وموسيقى الشعر، وعلم البلاغة، وغيرها. أما البعد الثاني فهو آداب اللغةِ العربيّة، حيث تُقسّم آداب العربيّة في التخصص إلى عصورٍ يُدرس كلٌ منها في مساقٍ منفرد، وهي أدب العصر الجاهلي، فالأموي، فالعباسي بشعره ونثره، يتبعه الفاطميّ والأيّوبي، مرورًا بالأندلسيّ والمغربيّ ثم أدب العصر الحديث.
وبينما يُركّز هذا التخصص الأول على هذا التّقسيم المدروس للعصور الأدبية في خطّةٍ شجرية متكاملة، يركّز تخصص اللغة العربية التطبيقية في مجال الأدب بالدرجة الأولى على تطبيق القضايا اللغوية والأدبية بعمومها على النّصوص، فيتناول الشعر القديم بتطبيقاته والشعر الحديث بتطبيقاته، دون تفصيلٍ وتقسيم لها في عصورٍ ومساقاتٍ متعدّدة.
يكمن الفرق الثاني بين التخصصين في تناول اللغة العربية التطبيقية مساقاتٍ تطبيقيةً للّغة لا يطرح التخصص الأولُ كثيرًا منها في خطته، من مثل التدقيق اللغوي، والإملاء والترقيم وتطبيقاتهما، وعلم الدلالة، وتحقيق النصوص، وعلم اللغة الاجتماعي، ومساقاتٍ أخرى تتعلق بالكتابة الصحفية والإعلام، والمصادر الأدبية واللغوية، وتعليم اللغة لغير الناطقين بها.
كما توجد بعض الاختلافات في طبيعة المواد الاختيارية داخل خطّتَي التخصصين، حيث تتعلّق المواد الاختيارية المطروحة في كل تخصص بطبيعة التخصص وأهدافه، فنجد أنّ في مواد تخصص اللغة العربية وآدابها موادَّ تدرس كتبًا خاصة بالأدب والأدباء القدامى والمحدَثين، وموادَّ تدرس عصورًا أدبيةً إضافيةً لا نجدها في تخصص العربية التطبيقية، بينما تُعنى الأخيرة بطرح موادَّ تهتم بقضايا معاصرةٍ للغة كاللغويات العربية والقضايا الإعلامية، وتطبيقيةٍ كمواد تفسير القرآن الكريمِ واللغات السامية.
خلاصة القول إن أردنا أن نُجملَه هو أنّ كل تخصص يستقي طبيعة ما يطرحه من اسمه، فتركيزُ اللغة العربية وآدابها ينصبّ على اللغة والأدب بتوازٍ، واهتمام اللغة العربية التطبيقية متّجه إلى تطبيق القضايا اللغوية والأدبية ودراستها وإنزالها على النصوص والقضايا المعاصرة للغة العربية.
اترك تعليقاً