التَّخصُّص ما بين الحفظ و الفهم

عند الحديث عن طبيعة تخصُّص العلاج الطَّبيعي فإنَّنا نتَّجه نحو الفهم أكثر من الحفظ.
 
يحتاج التَّخخصُّص أربع سنوات لإكماله. حيث يتضمَّن الفصل الأوَّل مواد العلوم من فيزياء و كيمياء و أحياء. و بشكلٍ عام أوَّل سنتين من التَّخصُّص تدرَّس مواد الطِّب من تشريح و علم وظائف الأعضاء و الأمراض الباطنيَّة و الجراحة العامَّة و غيرها. و هذه المواد تحتاج الفهم بالدَّرجة الأولى، و المادَّة الوحيدة التي تستدعي الحفظ الكثير هي التَّشريح نظرًا لدقَّة المادَّة و حاجتها لتذكُّر أين تبدأ الغضلة و أين تنتهي و الصعب الذي يغذِّيها و الشريان الذي يقدِّم لها التغذة الدَّمويَّة و الشَّبكات العصبيَّة في الجسم و التَّشريح الدَّقيق للجهاز العصبي المركزي و هكذا.
مواد التَّخصُّص تقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: هو المواد التي تتحدَّث عمومًا عن العلوم المبني عليها العلاج الطَّبيعي و التي تُعَدّ الأساس في فهمه، مثل المكانيكا الحيويَّة التي تتحدَّث عن هيكليَّة جسم الانسان و كيفيَّة نشوء الحركة على المفاصل المختلفة و انتاج العضلة للقوة الممحرِّكة للعظم حول المفصل و علم الأعصاب التي تناقش الوظائف الأوليَّة للأعصاب و كيفيَّة تكوين الشبكات العصبيَّة و عمل الجهاز العصبي المركزي و كيف يتحكَّم في حركة الجسم.
 
القسم الثَّاني: هو المواد التي تمثِّل التقنيات التي يستخدمها المعالج الطَّبيعي في العلاج و تشرح التَّمارين المختلفة من حيث الأهداف و استجابة الجسم لها و كيفيَّة تطبيقها.
 
القسم الثَّالث: يحتوي على المواد التي تناقش الحالات التي يتعامل مع العلاج الطَّبيعي و تشرحها و تبيِّن دور المعالج الطَّبيعي معها و كيف يمكن له مساعدتها.
 
و جميع هذه المواد عمومًا ترتكزّ على الفهم أكثر بكثير منها على الحفظ. و مع التَّقدُّم في سنوات الدِّراسة تتبلور صورة التَّخصُّص أكثر و تتوضَّح.