خلصَّت تويجهي ؟ وجبت معدَّل عالي ؟ بس مش عارف شو تدخل تخصص بالجامعة واي جامعة ؟
اسمعت ابوك او ابن جيرانك بقلك ادرس طب ؟ بس انت مش عارف اشي عنه وحابب تعرف عنه ؟
بامكانك تقرأ المقالة الآتية وان شاء الله حتعطيك فكرة واضحة وتفصيلية عن تخصص الطب في الأردن ….
الطب مش بعبع ، بس مش هو المدينة الورديَّة او برَّ الآمان ….
الطب تخصص جميل وله مستقبل واعد ويحتاج الكثير من الجهد والاهتمام والمتابعة .
ليس المهم فقط دخول الطب وانما مجاراة الطب وتكملة الطريق والابداع به .
لا تسعى لتكون طبيباً فقط ، بل اسَّعَ لتكون طبيباً مميزاً ومبدعاً .
بدايةً هناك ثلاثة مميزاتٍ رئيسَّية تساعدك على دراسة الطب :
1- الاجتهاد والجهد الواعي المستمر 2- الشغف والحب للتخصص 3- حب المعرفة والقراءة المطالعة.
اما لممارسة الطب لابد من وجود عدة خصائص اخرى: الصبر ,فن الصمت , فن الاستماع والاصغاء , قدرة هائلة على التحمل , قدرة واعية للتواصل مع الناس , مقدرة على التواصل الاجتماعي جيدة , فصل العمل عن المنزل والحياة الفعليَّة ، قدرة على حل المشاكل .
هنا سنبدأ في التحدث عن اهمية حبُّ الطالب لتخصص الطب كي يستطيع ان يواجه كل التحديَّات بصَدرٍ رَحِبْ دون يأس او احباط لاي مستجد او حادثة – لا سمح الله – ممكن ان تواجهك في رحلة الطب , فبمدى شغفك وحبك للتخصص تستطيع باذن الله ان تواجه اي تحدي في الكلية او حتى الحياة الفعلية , فدافعك الشخصي انت لابد ان يقويك تماما في لحظات الضعف او التخاذل او اليأس وهو ما يعطيك دائما التعطش للتفوق والتميز والابداع
(فيصبح شعار المرحلة انا اخترت هذا التخصص اذن ساتحمل مسؤوليته وسابدع به واتفوق به ولكل جَوادٍ كبَّوة وسأكمل ما بدأت به )
((( لا رغبة والديك او احد اقاربك او مجرد وهم ضعيف منك او حلم واهي للتخصص او احد افراد العائلة لم يستطع تحصيل الطب فجعل ابنه او قريبه يدخله )))
وكذلك صدق النيَّة الخالصةِ لوجه الله تعالى في دخولك الطب لتكون لك منارةً دالّةً لك كلما تُهتَ عن الطريق . ولابد من تصفية نيتك خالصة لوجه الله تعالى في هذا التخصص لانهُ بعيداً هناك في يومٍ ما ستغدو طبيباً عظيماً او صاحب نفوذ من خلال تخصصك ، لابد ان تعرف ان كل ذلك لوجه الله تعالى الذي اوصلك لما انت فيه من اجل خدمة الناس ومساعدتهم ليس التسلط او الكبر عليهم.
وتذكرحديث الرسول – صلى – : (( أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أوتقضي عنه ديناً، أوتطرد عنه جوعاً ))
** تتكون رحلة الطب من مرحلتين :
الأولى : (المرحلة الأساسية , أول 3 سنوات في الكلية) .
هي مرحلة جديَّة ممتلئة معظمها بالدراسة مع قليل من الانشطة او الهوايات .
في السنة الاولى تكون الدراسة اقل من غيرها والعلامات بالنقيض افضل بكثير من غيرها من سنوات الطب وتحتوي المواد العلمية الاساسية وجزء كبير من تلك المواد مشابه لدرجة معينة للمواد العلمية التي كانت في المدرسة لكن كله باللغة الانجليزية .
والنظام الامتحاني في معظم الجامعات يتألف من امتحان نصف فصلي وامتحان نهائي خاصة في السنة الثانية والثالثة .
وفي السنة الاولى غالبا تكون المواد مختلطة مع طلاب التخصصات الاخرى مما يجعلها مرحلة جميلة تكون بعيد عن توتر وجو الكليات الطبية في البداية ولتعيش جو الجامعة بشكل جميل مفعم بالطشات بين الكليات والتنقل بين القاعات والمحاضرات بمختلف الكليات .
لكن في السنه الثانية والثالثة تتضاعف الجهود لتحصيل العلامات الجيدة وتكاد تكون اصعب السنوات في الطب لزخم المواد وتراكم المحاضرات والمختبرات .
وفي هذه السنوات معظم وحتى كل المحاضرات تغدو في الكليات الطبية ، ومعها تنتقل الجديَّة في الدراسة والمحاضرات والتركيز.
في هذه المرحلة على كل طالب ان تكون اولويته الاولى هي الدراسة ومعرفة تنظيم الوقت
هل هذا يعني الانعزال المجتمعي وعدم مشاركة الانشطة الجامعية او حتى التواصل مع الاقارب والاصحاب ؟ طبعا لا !!
لكن في قرارة نفسك لابد من تحديد وفت كافي للدراسة ووضعها في اعلى سلم الاولويات ,, ثم ما تبقى من وقت للانشطة او الاجتماعيات والعلاقات او حتى الهوايات .
الثانية : المرحلة التطبيقية او الكلينيكال ( اخر 3 سنوات ) .
هي مرحلة اجمل بكثيروامتع فيها يشعر الطالب بالمسؤولية تجاه التخصص والمرضى والعمل ، وينتقل من مرحلة التقوقع بين الكتب
والمعلومات والعلم فقط الى فضاء واسع من العلاقات الاجتماعية والتعامل مع المرضى واهاليهم من جهة ومع الدكاترة والزملاء من الطلاب من جهة اخرى .
وفيها يتم صقل معظم شخصية طالب الطب وتظهر طريقة تعامله مع الامور وحل المشاكل والعمل كفريق والمشاركة مع الاخرين ضمن نطاق واسع .
** ولتجاوز الطب بمرحلتيه الاساسية والتطبيقية :
لا بد من اتَّباع خطوات الوصول لبر آمن هي : جدّية , تخطيط , تنظيم , اهداف, عمل , راحة , حريَّة
** ويجدر الاشارة هنا ان اهم شيء في كل مراحل الطب بمختلف سنواته ان يكون هناك ((( تنظيم وقت ))) وهوأساس النجاح في كلية الطب واي كلية اخرى في الجامعة .
** كيفية الدراسة وتنظيم الوقت والتعامل مع المواد !!
هنا تأتي عِظمُ مَقولة ” لابد ان تعرف من اين تُؤكَل الكتف ” او ” السَّهل المُمُتَنع ”
وهما اهم عبارتين نبدأ بهما لمعرفة كيفية تفادي الصدمات وتنظيم الوقت الصحيح في سبيل الوصول لنهاية آمنة سليمة وناجحة 100%
ومن اجل تنظيم الوقت مع الدراسة لابد من معرفة طريقة الدراسة الصحيحة وكيفيتها ، المواد همي مُلك للدكاترة (المدرَّسين) في الطب يعني لا يوجد هناك مصدر معتمد او مرجع اكيد لدراسة اي شيء في الكلية ، فلابد لك ان تعرف كل دكتور وكل مادة وما يناسبها من دراسة سواء سلايدات او ملخصات او حتى كتب ، ولابد من اعارة الاهتمام اكثر في الكلينكال ومضاعفة قدرتك على انتقاء المواد والمواضيع المناسبة للدراسة لكي تحصل على العلامة الجيدة في الامتحان ، لانه انت كطالب اولاً واخراً وظيفتك هي تحصيل علامة للنجاح في الكلية .
ولابد من الفصل ما بين الدراسة للامتحان والدراسة للعلم بحيث للعلم تسطيع التوسع وفتح ماشئت من كتب او مراجع او مواقع وصور وفيديوهات وشروحات من شتى بقاع العالم في الوقت العادي , لكن في فترة الامتحانات يفضل ان تلتزم بالمرجع المتفق عليه من الطلاب والدكاترة كي تُحصَّل علامة مرضية .
وبشكل عام الطب هو بحر من العلوم ودائم التطور والتحديث فهوعلم لايتوقف ابدا وسهل النسيان او التفلت والضياع ، فلابد من كثرة المراجعة والاستيعاب والفهم مع الحفظ كخطوة اخيرة .
+++ نقطة مهمة جداً جداً عزيزي طبيب المستقبل اقرأ هون من فضلك +++
** الطب علم عظيم جدا وتخصص اساسه الانسانية والحفاظ على ارواح الناس ومحبة الخير للناس ، لا تسمح لأي مخلوق كان ، سواء طالب او حتى افضل واشطر الدكاترة علمياً أن يقنعك بغيرذلك او يغير منظورك عن هدفك لدخول الطب الا وهو حب العلم وحب الخير والمساعدة للناس والحفاظ على حياتهم لانه منذ قديم الزمان وهو الهدف الوحيد ، ليس الدخل المادي او البرستيج المجتمعي للدكتور او من اجل التعالي والتكبر واي اهداف مغايرة اخرى .
** حكينا عن روعة الطب بس هل هو المدينة الوَرديَّة ؟!؟؟
للاسف الطب فيه كثير من الضغط النفسي والقلق والمسؤولية والتعامل مع كلية الطب وروادها يحتاج الكثير من التنظيم والمتابعة وللاسف فيه كثير من الانتقاد والتخطيء والتحدي وهوجو مليء معظمه بالمنافسة من اجل العلمات ومن ثم العلاقات مع الدكاترة ومن ثم الاوضاع المادية وغيرها فيكاد يكون في بعض الاحيان مليء بالحسد والغيرة والمشابهة اكثر من غيره من التخصصات.
ولكنه كغيره من التخصصات فيه الصالح والطالح ، الخبيث والطيب ، ولا تكوَّن صورة ان الاطباء وطلاب الطب كلهم رائعين واصحاب اخلاق فاضلة يعيشون في مدينة خالية من الاخطاء والزلات او الشرور . كأي طبقة من المجتمع الطب كذلك فيه الجيد والسيء وفيه خبايا واهداف مخلَّطة ، فاختار انت منها الجيد والرائع وكن على خُلقٍ عظيم ومهنيَّة عالية وكن انت مثالاً يحتذى به مهما واجهت من عواقب او مشاكل مع من هم غير ذلك .
** كيف أعرف انيَّ مناسبٌ للطبَّ ؟؟
من وجهة نظر عامة لابد من ستة شروط توفُّرها :
اولاً: غالبا اي طالب تحصيله العلمي في الثانوية العامة ما يقرب 90او فوق يستطيع دراسة داخل او خارج الاردن .
ثانياً: ان تكون هناك رغبة جامحة للتخصص .
ثالثاً: حب وجَلَد وتحمل وصبر على الطب وعلى مشوار العلم الطويل .
رابعاً: قدرة على تنظيم الوقت .
خامساً: جديَّة الرغبة والمسؤولية الكاملة للطب .
سادساً: حب الخير للناس وخدمتهم ومحبة التعامل مع البشر وافادتهم .
ونختم الحديث عن الطب بمقولة الامام الشافعي عن الطب :
((إنما العلم علمان: علمُ الدِينِ وعلمُ الدُنيا. فالعلم الذي للدين هو الفقه والعلم الذي للدنيا هو الطب))
ايهم يوسف دغيم
[porto_block name="portfolio-bottom-block"]
اترك تعليقاً