الشريعة حفظ أم فهم ؟
الشريعة مثلها مثل أي تخصص آخر تحتاج لفهم وتفكير عميقين جدا لكن بالطبع لا بد من وجود حد أدنى من الحفظ، أقول حد أدنى من الحفظ وليس بصم كل شيء؛ فكيف -مثلا- سيستطيع طالب الشريعة الاستشهاد بالآيات والأحاديث في سياق كلامه من غير أن يكون حافظا لها؟ لكن الذكاء يكمن بكيفية التعامل مع هذه النصوص وتحويلها إلى نموذج عملي واقعي على الأرض.
الحفظ لا يكون في كل شيء، يجب عليك أن تعلم ماذا تحفظ، ومتى تحفظ، ولماذا تحفظ، غير ذلك فإنك يجب أن تبذل كل طاقاتك في فهم المسائل والتفكير بها مليا والبحث في متعلقاتها، بالإضافة إلى القراءات الخارجة عن المقرر الدراسي كي تستطيع الإلمام بالمسألة الواحدة من جميع جوانبها.
نعلم أن الدين لا يتعارض مع العقل والتفكير ونردد ذلك دائما لكن عندما نأتي للحديث عن دراسته يتولد لدينا نوع من الشك والريبة، ونعمم الأغلوطة: ” الشريعة كلها حفظ، شو هالتخصص ؟! ”
نحن دائما نتعامل مع الشريعة، والتاريخ كأنهما نصوص (سميكة) لا يفهم منها شيء وكتب علينا حفظها، ونغفل أننا لم ندرك حقيقتها بعد، فالتاريخ ليس مجرد سرد لقصص وأحداث وأسماء انتهت بل هو تسليط الضوء على مجريات وأحداث العالم لتفهم سياسته الحالية، كذلك الشريعة إذا تعاملنا معها على أنها منهج حياة قائم على نهضة البشرية والإنسانية ( سوف نبطل قصة حافظ مش فاهم ) ^^
الخلاصة أن تخصص الشريعة يجمع بين الأمرين؛ الفهم والحفظ، ويبقى عليك أن تعلم ماذا تحفظ وتفهم ما تحفظ، أما ما تفهمه فهنالك عدة وسائل لتطبيقه ونشره غير الحفظ؛ فالتعامل مع النصوص والأحكام لا يتطلب الحفظ بل الفهم الدقيق السليم.
اترك تعليقاً