علم الحاسوب وعلوم تكنولوجيا المعلومات من أهم العلوم والتخصصات في عصرنا الحالي ، إذ لا تستطيع أي شركة تعمل في أي مجال أن تتخلى عن التكنولوجيا في ادارة وتسهيل عملياتها ، من الطبيب الذي يستخدم الحاسوب في علاج المرضى وتنفيذ العمليات الجراحية ، والمهندس الذي يصمم منزلاً بالبرمجيات الحاسوبية الخاصة لذلك ، إليك أنت ، إذ لا تستطيع أن تتخلى عن هاتفك المحمول في أداء معظم مهامك.
كطالبة في كلية تكنولوجيا المعلومات ، أرى أنه من المهم والمفيد جدا لكل طالب ينوي الدخول في أي مجال أن يقرأ عنه ، ما هو ؟ كيف تأسس هذا العلم ؟ وعلى ماذا يعتمد ؟ من هم العلماء المؤثرين فيه ؟ وكيف أوصلوا لنا هذا العلم العظيم ، لتعرف حقًا ، هل أنت في المكان الصحيح بدراستك للتخصص ؟ هل ستؤثر في مستقبل هذا العلم وتساهم في تطويره والإفادة منه ؟ كما فعل الكثير من قبلك ؟
سأعود بالزمن إلى منتصف التسعينات ، تحديدًا إلى جامعة كامبردج ، لأعرفكم على طالب في قسم علم الرياضيات ، ليصبح بعدها ” الأب الروحي لعلم الحاسوب ” ..
– ألان تورنج “Alan Turing”
ولد في لندن و تخرج من جامعة كامبريدج عام 1934.
كان عالم في الرياضيات والتشفير اهتم اهتماما ملحوظا بعلوم الكمبيوتر ساهم في تطوير المفهوم الحالي عن الخوارزميات المستخدمة في الكمبيوتر مما ساهم في تواجد الكمبيوتر بشكله المعروف لدينا الآن .
(العالم المسلم الخوارزمي هو الذي أسس علم الجبر ومنه خرجت الخوارزميات التي بنى عليها العلماء في تطوريهم للحوسبة)
اثناء الحرب العالمية الثانية عمل في مدرسة الكود والشفرة الحكومية (مركز فك الشفرة البريطاني ) في حديقة بليتشلي وقد اصبح رئيسا لقسم تحليل الشفرات التي يتم التقاطها من القوات الالمانية، لعب تورنغ دورًا محوريًا في فك الرسائل المشفرة المُعترضة الأمر الذي مكّن الحلفاء هزيمة النازيين في العديد من الاشتباكات الحاسمة، بما في ذلك معركة الأطلسي؛ وتشير التقديرات أن عمله هذا قصّر مدة الحرب في أوروبا بما لا يقل عن 2-4 سنوات.
بعد الحرب عمل في المعمل الوطني للفيزياء حيث اخترع اول تصميم لتخزين البرامج على الكمبيوتر التحق عام 1948 بمعمل ماكس نيومان للكمبيوتر حيث ساهم في تطوير حاسبات مانشستر.
ولقد ترك تورينج قائمة كبيرة من الاختراعات ولكن الاقوى والاهم منها هو ما احدثه من ثورة في مجال الكمبيوتر ، فقد اخترع ما سماه باسمه ( آلة تورنج ) التي اعطت افكارا عن الحاسبات المبرمجة الحالية ، وتأتي أهمية هذا النموذج في بساطته مقارنة بجهاز الحاسوب المعقد ، فهو قادر على تنفيذ كل خوارزمية قابلة للتنفيذ بواسطة أي حاسوب متطور، لذلك يمكن معرفة فيما إذا كانت عملية معينة قابلة للتنفيذ بواسطة الحاسوب أم لا عن طريق فحصها بواسطة آلة تورينغ وهذا ما يعرف باسم قابلية الحساب.
صحيح ان تورينج لم يكن الوحيد الذي يفكر في نفس الاتجاه ولكنه هو الذي استطاع تنفيذه على ارض الواقع. تستخدم الحاسبات الحالية النظام الثنائي حيث يقوم المترجم داخل الكمبيوتر بتحويل البرنامج المكتوب الى مجموعة من الاصفار والاوحايد وهذا المبدأ هو نفسه الذي تتبعه الآلة التي بناها تورينج اذا عملت بدون شرائط.
يعتبر علماء الحاسوب أن آلة تورنج بالمفهوم الحديث هي كمبيوتر تماثلي والذي كان أساسا للكمبيوتر الرقمي هذه الأيام.
———————————————————————————————————————————
الطالبة : غنى عجمي
[porto_block name="portfolio-bottom-block"]
اترك تعليقاً