عند وضعي تخصص الحقوق كأول خيار في الطلب المقدم الى الجامعة ، لم يكن لدي أدنى معلومة عما يتضمنه التخصص ، كون أنه لا يوجد فرد في عائلتي يعمل في سلك المحاماة ، حتى انني لم اكن اعلم ماهية النظرة التي ينظر لها المجتمع للمحامي ، فقد كنت اعتقد بأن المجتمع ينظر للاخير نظة فخرٍ واحترام كمهنة الطب او كأي مهنة اخرى . لكنني وجدت أن الاغلب يعتقد بأن المحامي “نصاب” و “محتال” و “آكل حقوق الناس” وانه طوال دراستي للحقوق لم أرى سوى نظرات عتاب في عيون المجتمع واسمع تلميحات بأن المحامي “نصاب” حتى كدت أن أصدق بأن ما يقولونه صحيح .
لا أنكر في البداية بأنني كنت أخجل عند سماعي هذه الكلمات ، لكن بعد فهمي للتخصص وبعد تخرجي لاحظت بأن من يدّعون بأننا محتالون هم أنفسهم من يطلب يد العون منا لاعادة الحقوق لهم ، وقد تبين لي بأن هؤلاء قد تناقلوا هذه الكلمات وهم غير مدركين لمعناها “حافظين مش فاهمين” . ولكننا في الحقيقة نحن أعوان القضاء نحن من نبحث عن أي دليل ولو طاالت مدة البحث التي قد تستمر لسنين حتى نصل للحظة التي نستطيع ان نثبت فيها أن لهذا الموكل حق لا بد من اعادته له .
وان القانون ليس بتخصص تقليدي يتضمن نصوص قانونية واحكام وعقوبات بحاجة الى حفظ دون فهم ، بل ان هذه النصوص بحاجة الى تحليل وفهم ، فالقانون كالميزان يتساوى به الحفظ والفهم . وبما أنه ليس تقليدي فهو يتعبر حلقة وصل بين كافة التخصصات الطبية والعلمية والانسانية من ناحية قانونية وليس من ناحية اجتماعية فالطبيب مثلا يعاقب في الاصل حال قيامه باحداث جرح في جسم مريضه ولكن اتى القانون وبين الاساس القانوني الذي استند اليه لاجازة وإباحة فعله . وبما أن القانون ليس بتخصص تقليدي فلن يمر يوم الا وقد اكتسب المحامي معلومة جديدة تخص كافة نواحي الحياة لأن القانون يتغير بتغير الحياة والعلوم وبتغير ظروف المجتمع ، فكل ما يتطلبه المجتمع يتم اصدار قوانين لتنظم هذه المتطلبات .
[porto_block name="portfolio-bottom-block"]
اترك تعليقاً