إشاعات حول تخصّص العلاج الطبيعي
قبل الخوض فيما يُقال عن العلاج الطبيعي/ الفيزيائي و طرح الاشاعات الكثيرة و الخاطئة شكلًا و مضمونًا وجب التَّطرُّق لما هو التَّعريف الصَّحيح له.
العلاج الطبيعي هو أحد التَّخصُّصات الطِّبيَّة يُعنى بشكل أساسي بالحركة اللَّازمة لتأدية وظيفة معينة من قبل الشَّخص كالمشي المهم للانتقال من مكان إلى آخر، و التَّوازن اللَّازم لتأدية الوظائف الحركية بشكل آمن و سلس، و حركة الطَّرف العلوي المهمة لتأدية و ظائف العناية الشَّخصيَّة. سواء كانت المشكلة الحركية نتيجة مشكلة في الجهاز العصبي العضلي أو الهيكلي و سواء أكان الذين يعانون من هذه المشكلة أطفال أو كبار أو حتَّى مسنِّين.
هدف التَّخصُّص الأول و الأساسي هو تحسين نوعية حياة المرضى من خلال تحقيق أكبر قدر من الاستقلالية لهم في الحياة اليومية من مجرَّد الانتقال من النوم على الجانب الأيسر إلى الجانب الأيمن في السَّرير –حيث الكثير من مرضى الجهاز العصبي يفقدون القدرة على القيام بذلك- و حتى الخروج من المنزل و استخدام المواصلات العامة و العمل بشكل آمن و مستقل. و بذلك يكون دور المعالج الطبيعي هو تأهيل المريض لاستعادة أو تحسين قدراته الحركية و محاولة إعادة دمجه في حياته و مجتمعه بشكل فعَّال. و ذلك من خلال تمارين علاجية للتوازن و تقوية العضلات و تحريك المفاصل و غيرها.
و بعد توضيح ماهيَّة التَّخصُّص يمكننا سرد ما يتناقله العامَّه:
أولًا: و هو أكثرها شيوعًا أنَّ كل ما يفعله المعالج الطبيعي هو المساج و الاسترخاء!
و لو فكَّرنا قليلًا و عدنا إلى الفقرة السابقة لادركنا أنَّ المساج يستحيل أن يمكِّن مريض الجلطة الدِّماغيَّة من المحافظة على توازنه خلال المشي و منعه من السقوط في حين أنَّ التَّمارين قادرة على ذلك.
ثانيًا: يُعنى بتحضير الأعشاب و الخلطات المختلفة لمشاكل متعددة مثلًا حَبّ الشَّباب و التَّنحيف!
هذه -صدقًا- بعيدة جدًا جدًا و لا علاقة لها بالتَّخصُّص نهائيًّا.
ثالثًا: رياضة! يعني العلاج الطبيعي و التربية الرِّياضَّة سواء و لا فرق بينهما.
و أعتقد بالعودة لتعريف التَّخصُّصن نلاحظ خطأ هذه الاشاعة.
رابعًا: يعالج المعالج الطبيعي من خلال الأجهزة الكهربائيَّة و الحراريَّة.
و وجب الاشارة هنا إلى أنَّ هذه الأجهزة تساعد في تخفيف الألم لفترة قصيرة بتأثير يمتد إلى حوالي الساعة ألى النصف ساعة فقط بعد الاستخدام كما تساعد على التئام الجروح و لكن لا تحقّق فائدة مرجوّة أبدًا و لا تعد علاجًا على الاطلاق. و أغلب جلسة العلاج الطبيعي عبارة عن تمارين علاجية و لو كان هناكضرورة لاستخدام مثل هذه الأجهزة لن تزيد مدتها عن ربع ساعة في الجلسة.
خامسًا: هو شفاء لكلّ داء!
على الرُّغم من أنَّ العلاج الطبيعي يتعامل مع فئات عديدة إلى أنَّ هدفه و غايته و تأثيره هي الوظيفة الحركية فقط و غير معني بالمرض إطلاقًا و لا يمكن لأحدهم أن يشفى من الديسك مثلًا أو من التَّصلُّب اللُّويحي علمًا أنَّ مثل هذه الأمراض مزمنة.
سادسًا: في ما يتعلَّق بمشاكل القلب و الرَّئتين، يُعتقَد أن مهمته تقتصر على إزالة البلغم المتجمِّع في الرِّئة و القصبات الهوائية في حين أنه هدفه في الحقيقة مع هذه النَّوعيَّة من المرضى هو زيادة السِّعة الهوائيَّة و زيادة كميَّة الاكسجين المنتقلة عبر الدَّم لأنحاء الجسم المختلفة و ذلك للتقليل من ضيق النَّفس و التَّعب الذي يشعر به هؤلاء المرضى.
سابعًا: لا فرق بينه و بين العلاج الوظيفي. و هذا خطأ. لا شكّ هناك تقاطعات بين التَّخصُّصين و يشتركان في الهدف و هو تحسين نوعية حياة المريض و استقلاليته في أداء وظائفه اليوميَّة لكن الطُّرق العلاجيَّة لكل تخصُّص تختلف عن الآخر، فالكيفيَّة مختلفة بين التَّخصُّصين.
اترك تعليقاً